تسببت عصابات “داعش” منذ ان وطأت اقدامها مدينة الموصل بتخريب ارثها الحضاري والثقافي الذي عرفت به من مدد طويلة، اذ باشرت تلك العصابات تهريب اثار مهمة، في وقت دعت فيه وزارة الاثار منظمة “اليونسكو” الى استصدار قرار لمنع التعامل بالاثار المهربة والمسروقة من قبل الارهابيين.
استصدار قرار مدير دائرة المتاحف التابعة للوزارة قيس حسين رشيد قال لـ”الصباح”: ان “وفدا من الوزارة يستعد لاجراء زيارة الى منظمة اليونسكو خلال الاسبوع المقبل بهدف السعي الى استصدار قرار يلزم دول الجوار بعدم التعامل بالاثار العراقية المهربة والمسروقة من قبل عصابات “داعش” من محافظة نينوى، اضافة الى سعي الوزارة الى عقد مؤتمر لدول جوار العراق خلال المدة المقبلة على غرار مؤتمر الجوار السوري بغية حثهم على اتخاذ خطوات رادعة ضد المتعاملين بتلك الاثار”.
واوضح ان وفدا من الوزارة شارك مؤخرا في مؤتمر اليونسكو الاخير الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس لبحث اليات الحفاظ على الاثار العراقية، اذ دعا الى تضمين الاتفاقية الدولية لعام 1970 بندا ينص على حماية الاثار العراقية من اعمال التخريب والسرقة والنهب التي تتعرض له من قبل المجاميع الارهابية ومافيات الاثار المحلية والاقليمية والدولية، لاسيما ما تتعرض له مدينة الموصل مع ادانة العمليات الارهابية التي تطول المواقع الاثرية العراقية، لافتا الى ان الوفد التقى على هامش المؤتمر وفودا اجنبية لتوضيح موقف العراق من التحديات الخطيرة التي تتعرض لها المواقع الاثرية.
آثار النمرود من جهته، قال مدير دائرة العلاقات والاعلام في الوزارة قاسم طاهر السوداني في بيان صحفي: ان وزير السياحة والاثار الدكتور لواء سميسم ناشد المجتمع الدولي عدم المساعدة على تداول منحوتة اثرية كبيرة الحجم سرقتها عصابات “داعش” الارهابية من مدينة النمرود الاثرية في محافظة نينوى وهربتها الى جهة مجهولة، واوضح ان المنحوتة عبارة عن جدارية كانت عصابات “داعش” قد خططت لسرقتها في وقت سابق، اذ حطمت بوابة احدى قاعات قصر النمرود كمرحلة اولى لتعاود سرقتها في ما بعد ومن ثم نقلها الى جهة مجهولة.واشار الى ان الوزارة ابلغت منظمة اليونسكو بتلك السرقة باعتبارها المنظمة الدولية المعنية بالحفاظ على الاثار والتراث العالمي، وهي بصدد اشعار وزارتي الخارجية والداخلية لمخاطبة الشرطة الدولية (الانتربول) لملاحقة القطعة المسروقة في حال تهريبها الى خارج الحدود العراقية.
تدخل دولي في اطار متصل، لفت السوداني في تصريح لـ”الصباح” الى ان عصابات “داعش” تعتمد في جزء من تمويل عملياتها الارهابية من خلال تهريبها للاثار العراقية، لذا يجب على المجتمع الدولي التدخل فورا لايقاف تلك العمليات التخريبية والتهريب المنظم للاثار الذي تمارسه الجماعات الارهابية.
واضاف ان الوزارة دعت منظمة اليونسكو وبقية المنظمات الدولية المعنية بالشأن الاثاري الى اتخاذ ما يلزم من اجل حماية اثار العراق ومراقبة مواقعه الاثرية من الغزو الارهابي التكفيري، مشيرا الى ان الكثير من المواقع الاثرية مهددة بالتعرض الى عمليات التخريب والسرقة والتهريب المنظم من قبل المجاميع الارهابية وعصابات الآثار الدولية . .
ـ
